عواز الطرابلسي : تحكيم أجنبي في البطولة التونسية !؟


يعاني التحكيم التونسي منذ فترة من اتهامات عديدة وصلت إلى حد التشكيك في مصداقية ونزاهة بعض الحكام، وهوما وضع قطاع التحكيم في تونس داخل قفص الاتهام.

المسؤول الأول عن التحكيم في تونس ، مدير الإدارة التونسية للتحكيم عواز الطرابلسي , أجرى معه الحوار التالي , لاستطلاع رأيه في الاتهامات.

الكلّ أجمع على أن التحكيم التونسي يعيش أزمة.. فما هو رأيك؟

ـ هذا ليس صحيحًا فقطاع التحكيم التونسي يزخر بكفاءات عديدة وحكامنا يديرون اللقاءات في ظروف صعبة ومع ذلك فإن مستواهم مرضي في الجملة.

بماذا تفسر إذن التذمرات المتواصلة من الأندية على أداء الحكام؟

ـ في الماضي كنا نتعرف على اسم بطل الدوري منذ نهاية مرحلة الذهاب ـ لكن منذ أربع سنوات تقريبا أصبح الغموض يتواصل إلى آخر دقيقة في الدوري سواء في أعلى الترتيب أو في أسفله، ولذلك أصبح الجميع تحت ضغوطات وهذه الضغوطات تنعكس على حكامنا، كما أن هناك فرقا تضع التحكيم شماعة لفشلها.. فمثلا الإفريقي شنّ حملة على التحكيم التونسي في الوقت الذي كان لا بد أن يلوم نفسه ويقف على الأخطاء التي ارتكبها والتي أوصلته إلى ما وصل إليه الآن.. فهل بسبب التحكيم يشكو الإفريقي من نقص في اللاعبين المعوّضين.. فهل بسبب لتحكيم لا يملك الإفريقي ظهيرين؟!

لماذا يصرّ العديد من المتتبعين على أن التحكيم التونسي في أزمة؟

التحكيم التونسي كان يشكو من أزمة حين كانت هناك أسماء تخدم مصلحة أبنائها على حساب الكفاءات فأضرت بقطاع التحكيم التونسي، الذي حاولنا أن نعززه حتى يصبح لنا ما يكفي من الحكام لإدارة مقابلاتنا وهنا أشير إلى أنه حين جئنا على رأس لجنة التحكيم وجدنا 700 حكم فقط واليوم أصبح لدينا 1400 حكمًا.. صحيح أنه في البداية بحثنا عن الكم لكن الآن سنركز على الكيف. والأكيد أنه من سيأتي بعدنا لقيادة لجنة التحكيم سيجني ثمار العمل الذي قمنا به.

التحكيم التونسي بخير لأننا نمتلك اتحادا قويا، ورئيس الاتحاد وديع الجريء قوي أيضا، وهو ما جعله لا يرضخ لكل نادٍ يطالب بجلب الحكام الأجانب لإدارة مقابلات الدوري التونسي.

طالما أن التحكيم التونسي بخير كما تقول.. فلماذا أصبحنا لا نجد حكاما تونسيين يحكمون في كأس العالم؟

ـ إيصال الحكم إلى بطولة العالم يتطلب العديد من التحضيرات ويتطلب أيضا دعما من أحد أعضاء لجنة التحكيم التابعة للفيفا وهذا للأسف ما نفتقده.. ولكن كما ترون على الصعيد الإفريقي والدولي الحكام التونسيون من بين أكثر الحكام المعينين في القارة السمراء وهذا وحده اعتراف ضمني بقيمة الحكم التونسي وكفاءته.

ما هو رأيك في استنجاد رئيس الاتحاد التونسي بناجي الجويني ودعوته لخلافتك؟

وديع الجريء رجل مسؤول ويدرك جيدًا ما يفعله، لكن للأسف هناك من أخرج كلامه عن سياقه مما جعل البعض يظنون أنه يعتزم إدخال تغيير على رأس الإدارة التونسية للتحكيم، وكل ما في الأمر أن رئيس الاتحاد وجه الدعوة لناجي الجويني للاستفادة من كفاءته، وأنا شخصيًا اتصلت بالسيد الجويني واقترحت عليه الموضوع إلا أنه اعتذر وقال لي صراحة لا يمكنني أن أعمل في تونس وأنا اتفهمه نظرًا للامتيازات المالية الكبيرة التي يحصل عليها في قطر.

العديد من الأندية التونسية طالبت بتحكيم أجنبي لمقابلاتها في الدوري.. كيف تتعاملون مع هذه المطالب؟

ـ طالما أنني مديرًا للإدارة التونسية للتحكيم لن يأتي أي حكم أجنبي لإدارة أي مقابلة في تونس، ويوم أن يأتي فعلا الأجنبي فتأكدوا من أنني سأنسحب من مهمتي وأترك المكان لغيري.

كثر الحديث حول وجود تدخلات من الأندية في تعيين الحكام.. هل هذا صحيح؟

ـ هذا غير صحيح بالمرة وكل ما قيل حول هذا الموضوع لا أساس له من الصحة وأنا أعرف جيدا السيد جمال بركات رئيس لجنة التعينات فهو جريء وشجاع، ولا أتصوره يتأثر بما تقوله أو تفرضه الأندية. تعيين الحكام يتم وفق معايير ولا يمكن للأندية أن تتدخل بأي شكل من الأشكال في هذه التعيينات.

أتعتقد أن "المافيولا" التي يعتمد عليها في البرامج الرياضية التلفزيونية لتقييم أداء الحكام زادت من تصعيد المشاكل بين الأندية والحكام؟

ـ انا لا أعترف "بالمافيولا" التونسية طالما أنه ليس لنا الإمكانيات فبكاميراتين فقط لا يمكن تقييم أداء طاقم التحكيم فهذه العملية تتطلب 12 كاميرا على الأقل حتى يكون نقدنا موضوعيًا، بالإضافة إلى ذلك من يقدم "المافيولا" عليه أن يبتعد عن الحسابات الضيقة ولا يستغل موقعه لتصفية الحسابات.

هناك من يرى أن العقوبات التي تتخذونها ضد الحكام المخطئين شكلية وتدخل في خانة ذرّ الرماد على العيون؟

ـ هذا ليس صحيحا، فمن يستحق أن نجمد نشاطه قمنا بذلك، لكن أنا كمدير لإدارة التحكيم التونسي من واجبي أن أحمي الحكام، فالحكم ليس أجيرًا لدينا بل هو متطوع كما أنه ليس معصومًا من الخطأ، وعلى الجميع أن يتفهم ذلك.

ألا تعتقد أن تأخر صرف أجور الحكام يؤثر على مردودهم وعلى نزاهتهم؟

ـ لا اعتقد ذلك ولو أن الإدارة التونسية للتحكيم شاعرة بهذه المشكلة، خصوصا وأن الحكام لم يتحصلوا على مستحقات أشهر عديدة ونحن بصدد البحث عن موارد جديدة لحلّ هذا الإشكال، كما أنه خلال الجلسة العامة الانتخابية للاتحاد التونسي لكرة القدم المنعقدة يوم 18 آذار / مارس الماضي، تم التطرق إلى هذا الموضوع وقررنا إحداث حساب بنكي خاص بالإدارة التونسية للتحكيم.

صراحة كيف ترى نهاية الدوري التونسي بعد كل الذي قيل حول التحكيم؟

لقد واجهنا مواسمًا أصعب من الموسم الحالي ونجحنا في تخطيها، ولذلك أقول إن حكامنا سينجحوا في إيصال نهاية الدوري إلى برّ الآمان.

أداة من فولفولي