عرفت مباراة الأمس الثلاثاء بين الترجي الرياضي التونسي و عزام التنزاني، لحساب
الدور 16 من دوري أبطال إفريقيا، أحداث عنف بين جماهير الفريق التونسي أدت إلى
تعرض أحد المشجعين إلى إصابة بليغة على مستوى الرأس.
و تأتي هاته الحادثة أشهر قليلة بعد حرب المدارج التي عاشها نفس الملعب، رادس، بين جماهيرالنادي الإفريقي خلال مباراة دربي العاصمة التونسية، مما جعل قوات الأمن تخلي جزءا كبيرا من الملعب.
و بات من الواضح أن مجموعات الأولتراس حادت على أهدافها التي بنيت عليها خلال نشأنتها انطلاقا من سنة 2002، و اصبحت مرتعا للمنحرفين و مكانا ملائما لهم لممارسة بعض النزوات الغريبة التي لا يمكن بحال من الأحوال أن تحصل في ملاعب كرة القدم.
و في ظل عدم نجاح جميع الحلول الاستباقية التي وقع تجريبها في السابق، أصبح واجبا على جميع الأطراف المتداخلة وضع حد لهذا الانفلات الذي من شأنه أن يدفع بجميع محبي كرة القدم الحقيقيين إلى هجرة الملاعب.
و يتعين على الدولة التونسية أن لا تنتظر سقوط ضحايا كما حدث في عدة بلدان عربية و أووربية، قبل اتخاذ قرارت حاسمة و راديكالية في هذا المجال بحل هاته المجموعات المخترقة من قبل عناصر منحرفة، حماية للمنشئات و للنوادي من تجاوزاتها المتكررة و حتى لا تصبح الملاعب مكانا لممارسة “إجرامهم”.
و كانت المغرب قامت في الأيام القليلة الماضية بحل جميع مجموعات الأتراس بعد الأحداث المؤسفة التي أدت إلى وفاة مشجعين من أنصار الرجاء البيضاوي بسبب الصراعات بين المجموعات، و ذلك بمناسبة المباراة أمام شباب الريف الحسيمي، لحساب الدوري المغربي.
و يجدر التذكير إلى أن مجموعات الأولتراس عاشت عصرها الذهبي في الفترة الممتدة ما بين 2002 و 2010 حيث اقتصر دورها على تشجيع فرقها و إضفاء صبغة جمالية على ملاعب، قبل أن تتغير الأمور انطلاقا من سنة 2010 بتحول العديد منها إلى مجموعات ” إجرامية” هدفها الأسمى اكتساب شهرة و لو كان ذلك على حساب مصالح جمعياتها.